0



من استمع لكلمة حفيظ دراجي يتبين له بلا مشقة أن كلامه كان في سياق معارضة النظام الجزائري الحالي والقدح فيه، وهذا شأنه لا دخل لنا فيه.
ومن جملة ما انتقد به النظام أنه ذو سيادة مطلقة، وهو مصطلح معروف في السياسة يراد به عكس مبدأ تداول السلطات سلميا الذي يُعدُ من أهم ركائز الديمقراطية الحديثة وتداول السلطة يعني عدم احتكار ها لحزب واحد أو نخبة واحدة من غير إقامة انتخابات بصفة دورية تختلف على حسب بعض الدول (5 أو 7 سنوات) وقد تكون عهدة واحدة أو عهدتين لا أكثر.
وعودا إلى كلمة دراجي: فالمتأمل في كلامه يدرك جيدا أنه يتكلم حول هذا الموضوع بالذات، وعبر بالسلطة المطلقة مريدا به ما ذُكِرَ، لا علاقة له بالشورى أو ما شابه ذلك حتى يُمَثِّل بعمر رضي الله عنه بل طريقة حكم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم تُصَنَّف ضمن النظم الاستبدادية والدكتاتورية في العصر الحديث، ونحن ضد وصفها بذلك بل هي خلافة راشدة لأنهم (أي الخلفاء الراشدون) لم يكن لديهم انتخاب يستوي فيه الذكر والأنثى والعالم والجاهل والمسلم والكافر في اختيار الحاكم بل أمر ذلك يُناط بأهل الحل والعقد فتعليق دراجي يتماشى مع الديمقراطية التي يريدون، ولا علاقة لها كما أشرتُ بالشورى والأمر ليس له علاقة بتهمة التشيع من عدمها، فقط التنبيه على أن مثل هذا الكلام يُستغل من الشيعة ويقولون: انظروا إلى السنة حتى هم لن يقبلوا بحكم عمر بإطلاق .

المدير: المشرقي

إرسال تعليق

 
Top